لا توجد دولة فى العالم تمتلك كل المقومات والمقاصد السياحية بتنوعها كما هو موجود فى مصر، ومع ذلك مازالت تحتل مصر رقم ٥١ من بين ١١٧ دولة فى مؤشر التنافسية السياحية، وهذه مكانة لا تليق نهائيا بالحجم الهائل الذي تمتلكة مصر في المجالات السياحية فمن يبحث عن السياحة التاريخية والثقافية فسيجد الأثار الفرعونية والإسلامية واليونانية والرومانية فى مصر، ومن يبحث عن السياحة الترفيهية فسيجد ٣٠٠٠ كم شواطى على سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر ومدن سياحية رائعة مثل شرم الشيخ والغردقة والعين السخة وطابا ودهب والعلمين.
أما من يبحث عن السياحة البيئية فسيجد فى مصر ٣٠ محمية طبيعية بنسبة تقترب من ١٥٪ من مساحة مصر، ومن ينشد السياحة العلاجية فسيجد العديد من العيون والينابيع التي تحتوي على المياة الكبريتية والمعدنية وهناك أيضا أماكن متميزة لسياحة المؤتمرات والمعارض.
والسؤال الذي يطرح نفسة بشدة: ما الذي ينقص مصر فى ظل كل هذه المقومات السياحية لتصبح من أفضل ١٠ دول فى العالم سياحياً والوصول إلى أكثر من ٣٠ مليون سائح على المدى القصير وإلى ٦٠ مليون سائح على المدى الطويل، والذى سيكون له بالغ الآثر المباشر والعاجل على إقتصاد وإيرادات الدولة، إضافة إلى إستيعاب الملايين من العمالة في هذا المجال مما سيقلل نسبة البطالة بشكل كبير دون تحميل الدولة أى أعباء مادية.
ولكن للوصول لهذا الهدف يحب أن يتم الإستعانة بخبراء سياحين متميزين من الدول التي تحصل على الجزء الأكبر من كعكة السياحة العالمية للإستفادة من تلك التجارب الناجحة في بلادهم والوقوف على معوقات الوصول إلى هدف التواجد ضمن دول الصدارة السياحية وما ينبغي عمله لجذب السياح لبلد تمتلك كل المقومات في ظل جو وطقس معتدل طوال العام.
وفي رأيى أن هناك بعض الأمور الواجب على وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة عملها، ومنها توفير المعلومات والبيانات بكل لغات العالم وبصورة مشوقة عن كل ما يحتاجه السائح في مصر، وإعداد الدراسات والأبحاث عن تجارب السياح السابقة ومعرفة أوجه القصور مع سرعة تلافيها، وسن قوانين رادعة ضد كل من يحاول إستغلال السائحين وتصدير صورة سيئة من خلال التعامل مع
هم، مع عمل برامج تسويقية جاذبة.
ويجب أن يكون هناك دور حيوى للملحقين السياحين في سفارتنا بكل دول العالم لخلق صورة ذهنية جديدة عن مصر سياحيا وما تمتلكة من تنوع سياحي ضخم، كما يجب تقديم الحوافز والدعم للقطاع الخاص السيا
حي لضخ إستثمارات سياحية جديدة بفكر جديد وجذاب.
وأخيرا أرى أننا نمتلك سياحيا ما لا تمتلكه دول مثل تركيا وفرنسا وإسبانيا ومع ذلك تجدهم في مقدمة الدول التي يقصدها السياح،وهذا يحتاج وقفة جادة وفاعلة وإعتبارها قضية ذات أولوية قصوى كونها أقصر الطرق وأسرعها لرفع معدلات الإيرادات بالبلاد وتوفير العملات الأجنبية والذي سينعكس بصورة مباشرة على حياة المواطنين.